×
نظام التحكيم السعودي الجديد ودوره الفعّال في حل النزاعات

شهد النظام القضائي السعودي تطورات ملحوظة في السنوات الأخيرة، وذلك في إطار رؤية المملكة 2030 الرامية إلى تعزيز بيئة الأعمال والاستثمار. ومن أبرز هذه التطورات، صدور نظام التحكيم السعودي الجديد الذي يهدف إلى حل المنازعات التجارية وغير التجارية لتحقق العدالة وتنصف جميع الأطراف المعنية. من خلال هذا المقال، سنلقي نظرة شاملة على نظام التحكيم السعودي الجديد، مع توضيح أهميته ودوره في حل المنازعات، بالإضافة إلى تسليط الضوء على أنواع التحكيم المختلفة.

ما هو نظام التحكيم ؟

التحكيم هو نظام قانوني يهدف إلى توفير وسيلة بديلة لحل النزاعات خارج المحاكم، حيث يتم تحويل القضية إلى محكّم أو أكثر لحلها بناءً على اتفاق الأطراف. يوفر هذا النظام مرونة وسرعة في الوصول إلى حلول تناسب جميع الأطراف، وهو ما يجعله خيارًا مفضلاً لدى الشركات والأفراد الذين يسعون لتجنب تعقيدات الإجراءات القضائية.

التعديلات الجديدة على نظام التحكيم السعودي

شهد نظام التحكيم السعودي تحديثات هامة مع صدور اللائحة التنفيذية الجديدة التي تهدف إلى تعزيز الشفافية والكفاءة في عملية التحكيم. ومن بين أبرز التعديلات التي تم إدخالها:

  • تعزيز دور المحكمين المحترفين: تم تنظيم معايير اختيار المحكمين لضمان استقلاليتهم ونزاهتهم وكفاءتهم المهنية.

  • تبسيط إجراءات التحكيم: تقليل المدة الزمنية لحل النزاعات وتعزيز آليات التنفيذ الفعّال لقرارات التحكيم.

  • إدخال التكنولوجيا: استخدام الأدوات التقنية والمنصات الإلكترونية لتسهيل إجراءات التحكيم عن بُعد، مما يسهل عملية التواصل بين الأطراف المتنازعة.

أهداف نظام التحكيم السعودي

1.تعزيز الكفاءة والسرعة: يهدف النظام إلى تسريع عملية حل النزاعات من خلال إجراءات مرنة وسريعة.

2.ضمان العدالة والنزاهة: يوفر النظام آليات لضمان نزاهة وحيادية المحكمين، مما يعزز الثقة في نتائج التحكيم.

3.دعم البيئة الاستثمارية: من خلال تقليل التكاليف الزمنية والمادية للنزاعات، يعزز النظام مناخ الاستثمار في المملكة.

4.تطوير القطاع التجاري: يساهم النظام في تطوير القطاع التجاري السعودي من خلال تسهيل حل المنازعات التجارية بشكل سريع وفعال.

أنواع التحكيم

يوجد العديد من أنواع التحكيم التي تُستخدم بناءً على طبيعة النزاع واتفاق الأطراف. وفيما يلي نظرة موجزة على أبرز أنواع التحكيم:

1.التحكيم الاختياري والإجباري:

  • التحكيم الاختياري: حيث يكون للأطراف الحرية في اختيار اللجوء إلى التحكيم أو لا.

  • التحكيم الإجباري: يتم فرض التحكيم بموجب القوانين أو العقود التي تتضمن بندًا ينص على اللجوء للتحكيم لحل النزاع.

2.التحكيم الحر والتحكيم المؤسسي:

  • التحكيم الحر: يتميز بمرونته واستقلاليته، حيث يتفق الأطراف على اختيار محكمين للنظر في نزاعهم خارج إطار أي مؤسسة تحكيمية ثابتة. بخلاف التحكيم المؤسسي، لا يخضع التحكيم الحر لقواعد وإجراءات محددة مسبقًا، مما يمنح الأطراف حرية أكبر في تصميم إجراءات التحكيم بما يتناسب مع طبيعة نزاعهم

  • التحكيم المؤسسي: يتم تحت مظلة مؤسسة تحكيمية مثل غرفة التجارة الدولية (ICC) أو مركز التحكيم التجاري السعودي (SCCA)، حيث تقوم المؤسسة بإدارة جميع جوانب التحكيم بما في ذلك تعيين المحكمين ووضع القواعد المنظمة.

3.التحكيم الدولي: يُستخدم في النزاعات التي تنطوي على أطراف من دول مختلفة. يُعتبر هذا النوع مهمًا خصوصًا في ظل توسع النشاطات التجارية العالمية بين الشركات السعودية والدول الأخرى.

4.التحكيم الإداري: يُستخدم لحل النزاعات التي تنشأ بين الأفراد أو الشركات مع الجهات الحكومية أو الهيئات الإدارية. يساعد هذا النوع في إيجاد حلول فعالة للنزاعات الإدارية بما يتوافق مع القوانين المحلية.

5.التحكيم بالقضاء والتحكيم بالصلح :

  • التحكيم بالقضاء: يصدر المحكم حكماً ملزماً بناءً على الأدلة المقدمة، دون اعتبار لآراء الأطراف.

  • التحكيم بالصلح: يهدف إلى التوفيق بين الأطراف وإيجاد حل يرضي الجميع، وله صلاحية إصدار حكم إذا فشل في التوفيق.

دور نظام التحكيم في حل المنازعات

يساهم نظام التحكيم بشكل كبير في تسهيل وتسريع عملية حل النزاعات، مما يجعله خيارًا مثاليًا للشركات والأفراد الذين يبحثون عن بدائل فعالة للمحاكم التقليدية. بفضل مرونته وإجراءاته السريعة، يمكن للأطراف التوصل إلى حلول للنزاعات بطريقة تقلل من التكاليف المالية والزمنية.

كما يُعد التحكيم أداة قوية للحفاظ على العلاقات التجارية، حيث يُتيح للأطراف فرصة التوصل إلى حلول مرضية للجميع بعيدًا عن الجدل والصراعات الطويلة التي قد تحدث في المحاكم.

اقرا ايضا :  حقوق الملكية الفكرية في السعودية

إجراءات التحكيم

تقديم طلب التحكيم

  • يقوم المدعي بتعبئة نموذج طلب التحكيم المتوفر لدى المركز.

  • يتم إرسال نسخة من الطلب إلى المدعى عليه.

  • يتم دفع الرسوم المقررة.

رد المدعى عليه

  • يبلغ المركز المدعى عليه بطلب التحكيم.

  • يُمنح المدعى عليه مهلة محددة للرد على الطلب.

  • يتم إرسال رد المدعى عليه إلى المدعي لإبداء ملاحظاته.

تحديد إجراءات التحكيم

  • يتم عقد اجتماع افتراضي بين الأطراف والمركز.

  • تحديد مكان التحكيم، اللغة المستخدمة، القواعد المطبقة، عدد المحكمين، ووسائل التواصل.

  • يتم الاتفاق على آلية تعيين المحكمين.

تعيين المحكمين وإجراءات إدارية

  • يقوم المركز بإبلاغ المحكمين المعينين.

  • يتم اتباع الإجراءات المحددة في قواعد التحكيم (مثل طلبات الرد والإفصاح).

  • يقوم الأطراف بدفع الرسوم النهائية.

بداية إجراءات التحكيم

  • تعقد هيئة التحكيم اجتماعًا أوليًا مع الأطراف.

  • يتم تحديد جدول زمني للإجراءات (جلسات، مذكرات، إلخ).

تقديم الأدلة والاستماع

  • يقوم الأطراف بتقديم أدلتهم ومذكراتهم.

  • تستمع هيئة التحكيم إلى الأطراف وشهدائهم.

  • تعلن هيئة التحكيم عن اختتام جلسات الاستماع بعد اكتمال الأدلة.

إصدار الحكم

  • تقوم هيئة التحكيم بدراسة كافة الأدلة المقدمة.

  • تصدر هيئة التحكيم حكمها خلال المدة المحددة (عادة 60 يومًا).

اسئلة شائعة حول نظام التحكيم 

 أين يقدم طلب التحكيم؟


بإمكان تقديم طلب التحكيم عبر الموقع الإلكتروني للمكتب أو عن طريق زيارة الفرع الرئيسي

هل يمكن الطعن في حكم التحكيم؟

نعم، يمكن الطعن في حكم التحكيم في حالات محددة وبشروط معينة، مثل وجود فساد أو تزوير.

ما هي الحالات التي يمكن فيها إبطال حكم التحكيم؟

يمكن إبطال حكم التحكيم إذا تبين أن هناك تلاعبًا أو غشًا في الإجراءات، أو إذا تجاوز المحكّم صلاحياته، أو إذا لم يتم احترام المبادئ الأساسية للعدالة والإنصاف

هل يمكن استخدام التحكيم في جميع أنواع النزاعات؟

يمكن استخدام التحكيم في معظم النزاعات التجارية والمدنية، لكنه قد لا يكون مناسبًا في القضايا الجنائية أو القضايا المتعلقة بحقوق الأفراد الأساسية.

ما هي تكلفة إجراءات التحكيم في السعودية؟

تختلف تكلفة التحكيم بناءً على تعقيد النزاع وعدد المحكّمين ورسوم المؤسسة التحكيمية إن وُجدت، لكنها غالبًا ما تكون أقل من التكاليف القانونية المرتبطة بالدعاوى القضائية.


اتصال واتساب